بسم الله الرحمن الرحيم
بين الرمل والرمل تنهض القمم الخضراء إلى ذرى شاهقة تطال الغيم وتطل على زرقة مياه المتوسط شمالا ونقاء كثبان الصحراء جنوبا، في ما تبسط النخلة المعطاء سعفاتها الخضراء في كل اتجاه لتكتب بمداد الجمال والعراقة والشموخ اسم الجزائر.
مساحة شاسعة تمتد بين شطآن البحر الأبيض المتوسط شمالا وأعماق الصحراء الكبرى جنوبا، زاخرة بثروات من المقاصد السياحية المتنوعة، فإن شئت بحرا فأمامك نحو 1200 كم من الشواطئ الجميلة النظيفة ذات الشمس والهواء والطقس المتوسطي المعتدل، وإن شئت الصحراء ففيها امتداد لا ينتهي وبيئة ساحرة يمزج فيها الإنسان أصالة تقاليده وتراثه مع صدق وفادته وترحيبه.
أما الجبال والمرتفعات الجزائرية ففيها ما يشتهي الراغب في التمتع بجمال الطبيعة أو المحب لهواية الصيد أو التخييم في الغابات أو لهواة التزلج على الثلج الأبيض في مرتفعات الشمال أو على الرمل الأصفر الناعم في الجنوب الصحراوي.
وتخطو الجزائر بقوة نحو تطوير قطاعها السياحي والارتقاء بمرافقه والاهتمام بالمقاصد السياحية الجديدة وفتح الباب أمام تدفق الاستثمارات المحلية والدولية إلى قطاع السياحة للإفادة من الموارد السياحية الهائلة التي تزخر بها الجزائر الممتدة فوق مساحة مليوني كم2 تقريبا والتي تتميز بامتلاكها 1200 كم من السواحل الرملية الناعمة.
وتعمل الجهات المسؤولة عن صناعة السياحة في الجزائر على تطوير منتجات سياحية جديدة مثل السياحة الثقافية وأطلقت في الآونة الأخيرة حملة لمسح ورصد المواقع الأثرية خاصة الرومانية.
الجغرافيا والتاريخ
نبذة جغرافية
الجزائر هي إحدى دول شمال أفريقيا العربية، وتقع بين المغرب وتونس عند تقاطع خط العرض 25 درجة شمالا وخط الطول 3 درجات شرقا وتمتد شواطئها 1200 كلم شمالا على البحر الأبيض المتوسط، ولها حدود برية مشتركة مع ليبيا وتونس شرقا ومع المغرب غربا ومن الجنوب حدودها المشتركة مع كل من موريتانيا ومالي والنيجر وتعتبر الجزائر ثانية كبرى بلدان أفريقيا مساحة بعد السودان.
وتتكون أرض الجزائر من السهل الساحلي الشمالي على امتداد المتوسط وبموازاتها سلاسل جبال أطلس التل وجبال أطلس الصحراء باتجاه الجنوب وفيها أعلى المرتفعات وهي قمة تاهات وارتفاعها 3303 أمتار فوق سطح البحر، ثم جبال القبائل والأوراس وأولاد نايل والزاب وفيها أودية تجري مياهها في فصل الشتاء تنضب لتتحول إلى مراع خصبة، وأما بقية أرض الجزائر فهي عبارة عن صحراء شاسعة جدا تستوعب معظم سطحها.
نبذة تاريخية
عرفت الجزائر الحضارة عبر مختلف العصور، فقد عثر على بقايا وآثار نشاط إنساني تعود إلى نحو 7000 عام ق.م واحتكت بعدة حضارات سجلها التاريخ، كالحضارة الفينيقية التي تعامل معها الأمازيغيون سكان الجزائر آنذاك.
خضعت الجزائر في القرن السابع ق.م لحكم قرطاج ثم احتلها الرومان سنة 42 ق.م وعام 682م بدأ عصرها العربي الإسلامي وخضعت لحكم الفاطميين وبني عبدالواد والحفصيين وفي سنة 1518 خضعت لحكم العثمانيين ثم احتلها الفرنسيون عام 1830 حيث توالت مقاومة الجزائريين لهم إلى أن اندلعت ثورة الجزائر في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 1954 وبها نال الجزائريون استقلالهم عن فرنسا سنة 1962. وانضمت الجزائر في نفس العام لجامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة.
المعلومات الأساسية
العاصمة: الجزائر
المساحة: مليونان و381 ألفا و741 كم مربع
السكان: 32.8 مليون نسمة (2003م), وتقدر الكثافة السكانية بـ 112 نسمة في كم مربع.
أهم المدن: وهران وتلمسان وقسنطينة والدرار وتمنراست وتيزي وزو وبجاية وعنابة وسكيكدة.
اللغة الرسمية: العربية، وتستخدم اللغتان الإنجليزية والفرنسية.
اليوم الوطني: الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني ( ثورة 1954).
الاستقلال: 5 يوليو/ تموز 1962.
التقسيم الإداري: 48 ولاية هي: أدرار والشلف والأغوط وأم البواقي وباتنة وبجاية وبسكرة وبشار والبليدة والبويرة وتمنراست تبسه وتلمسان وتيارت وتيزي وزو والجزائر والجلفة وجيجل وسطيف وسعيدة وسكيكدة وسيدي بلعباس وعنابة وقالمة وقسنطينة والمدية ومستغانم ومسيلة ومعسكر وورقلة ووهران والبيض واليزي وبرج بوعر يريج وبومرداس والطارف وتندوف وتسمسلت والوادي وخنشلة وسوق أهراس وتيبازة وميلة وعين الدفلى والنعامة وعين تموشنت وغرداية وغليزان.
التوقيت: غرينتش + 1
رمز الهاتف الدولي: 00213
العملة: الدينار الجزائري ويساوي 100 سنتم.
الدوام الحكومي: السبت إلى الأربعاء من 8 صباحا إلى 12 ظهرا ومن 14-18 مساء. أما يوم الخميس فمن 8 إلى 12.30 ظهرا.
الرمز: AG
تأشيرة الدخول: الجزائر تطبق مبدأ المعاملة بالمثل.
قوانين الجمارك: يسمح بإدخال السجائر والمشروبات ومستلزمات الاستعمال الشخصي.
المطارات: الجزائر ومطار هواري بومدين ووتوجد مطارات دولية في كل من ورقلة وعنابة وقسنطينة وغرداية ووهران، كما توجد مطارات محلية في معظم المدن الجزائرية.
الموانئ: الجزائر ووهران وعنابة وبجاية ومستغانم وسكيكدة.
الكهرباء: 127 و220 فولت.
الموارد الطبيعية: البترول والغاز والحديد والزنك والفوسفات واليورانيوم.
المحاصيل الزراعية: القمح والشعير والفواكه والزيتون والتمور والكروم والحمضيات.
الصناعات: التكرير والبتروكيماويات والصناعات الغذائية والتعدين والصناعات الخفيفة والمتوسطة والتحويلية.
الصادرات: البترول والغاز والفوسفات.
المناخ: مناخ الجزائر معتدل في الصيف حار وجاف، أما في الشتاء فدافئ وممطر.
السياحة في الجزائر
تظل الدهشة معقودة على فضاءات المشهد الجزائري ولا يؤجلها بين مشهد وآخر سوى حرارة اللقاء مع الإنسان الجزائري صاحب التقاليد الأصيلة المزينة بابتسامة الود والترحاب تجدها هناك في الجنوب حيث الصحراء المبسوطة أمامك بسكونها، وحيث تأسرك مغامرة الارتياد وتحفزك على التجربة المثيرة لتنام على رمالها الناعمة تحت نجوم الليل تلمع في سمائه الصافية.
ويثري تجربتك الإنسانية اللقاء مع أهل الصحراء قبائل الطوارق المتميزين بطبيعتهم الخاصة وأهم ملامحها شدة ترحيبهم بالضيف والاحتفاء به وإحاطته بمشاعر دافئة من الود والبشاشة.
والنخلة هي عروس الواحات السامقة، والغزلان الصحراوية تجد مرتعا لها في المحميات الطبيعية حيث يمكن مشاهدة الوعل ذي الأذنين الواسعتين أيضا..
وفي الشمال تظلك الأشكال والألوان، بالكروم وأشجار الفاكهة والحمضيات وأشجار الصنوبر البحري على السواحل.. والصيد متوافر في الشمال لمحبيه حيث يجد القناصون وفرة من القنص، أما الطيور بمختلف أشكالها فتتكاثر بسرعة في الشمال لتهاجر موسميا وتعود، مثل اللقلق والنعام والسمان.
خطط مستقبلية
ركزت الخطوات الجديدة التي اتبعتها الحكومة الجزائرية خلال السنوات القليلة الماضية على تبني إستراتيجية مستدامة للتنمية السياحية حتى العام 2010 علاوة على إنشاء هيئة متخصصة لدعم الاستثمار السياحي وربط التوسع السياحي بالوكالة الوطنية للتنمية السياحية التي حددت في الآونة الأخيرة 20 موقعا سياحيا لتنميتها في إطار الخطة المشار إليها.
وتمتد تلك المواقع على مساحة ألف هكتار. وتنص الخطة على زيادة السعة الإيوائية بمقدار50 ألف سرير بكلفة تبلغ 75 بليون دينار جزائري (حوالي مليار دولار أميركي) كما تنص على زيادة معدل الحركة السياحية الوافدة لتصل إلى 2.1 مليون سائح أجنبي و 980 ألف سائح وطني غير مقيم من المهاجرين.
وتقضي الخطة بإيجاد فرص عمل لمائة ألف موظف لشغل 25 ألف وظيفة مباشرة و 75 ألفا غير مباشرة. وتتوقع الخطة زيادة عوائد الدخل السياحي لتصل إلى ما يقارب 6.1 مليارات دولار.
إلى ذلك فإن إنشاء المجلس الوطني للسياحة في الجزائر من شأنه التكفل بجميع الجوانب المتعلقة بتنمية وتطوير صناعة السياحة على ضوء تمثيله لجميع المؤسسات والأجهزة المرتبطة مباشرة بتنمية وترقية النشاطات السياحية وتحسين نوعية الخدمات السياحية وترقية الصورة السياحية للجزائر في الخارج والمساهمة في إعادة الاعتبار للتراث الوطني والثقافي الجزائري والمساهمة في تحسين الإطار المعيشي.
الجزائر العاصمة
أسسها الفينيقيون في القرن الثالث ق.م. وحكمها الرومان وأسموها أيكوزيوم، وبعد سقوط الإمبراطورية الرومانية وفد إليها كثيرون من العرب الذين خرجوا هروبا من الأندلس بعد زوال الحكم العربي عنها عام 1492. واستولى العثمانيون عليها بقيادة خير الدين بربروسا عام 1511 وفي القرن الثامن عشر استقل داي الجزائر بها عن تركيا إلى أن احتلها الفرنسيون عام 1830 لتخرجهم منها ثورة الجزائر عام 1962.
تتميز مدينة الجزائر بقسميها الإسلامي القديم والأوروبي الحديث، ويعرف القديم باسم القصبة بشوارعها الضيقة ومساجدها العديدة وقلعتها التي بنيت في القرن السادس عشر.
وتعد القصبة تراثا معماريا تاريخيا هاما وسجلت من قبل منظمة اليونسكو كتراث عالمي سنة 1992، ومن معالمها الحدائق والمرصد الفلكي والمتحف الوطني ودار الكتب الوطنية وجامعة الجزائر التي تأسست عام 1909. وفي القصبة كثير من القصور والمنازل الفاخرة ذات الطراز العربي الإسلامي ومن أبرز مساجدها المسجد الكبير ومسجد كتشاوة.
ومن معالم مدينة الجزائر رياض الفتح وهو مجمع تجاري وثقافي يضم أسواقا حديثة ومطاعم وقاعات للسينما وفيه متحف المجاهدين الذي تعكس محتوياته المراحل التاريخية التي عرفتها الجزائر وفيه قرية لأرباب الصناعات والحرف الشعبية التقليدية وتتخلله المساحات الخضراء الجميلة، وهذا المجمع (المتحف) مبني تحت الأرض.
ومن معالم الجزائر نصب الشهيد الذي يشرف على مينائها، وهو مبني على شكل نخلة طولها 92 مترا وحولها ثلاث شعب من البازلت ترمز إلى النهضة الجزائرية في مجالاتها الثلاثة، الصناعية والزراعية والثقافية.
والجزائر العاصمة هي كبرى مدن البلاد ويسكنها نحو 5.3 ملايين نسمة وتقع على شاطئ المتوسط في منتصف الطريق الساحلي الذي يربط تونس شرقا بالمغرب، وهي من أجمل مدن ساحل البحر الأبيض المتوسط الجنوبي، وتنتشر أحياؤها ومبانيها فوق مجموعة من التلال المطلة على البحر، كما تنتشر على منحدراتها وسفوحها وفي السهل المنبسط تحتها غابات النخيل وأشجار الليمون والبرتقال والزيتون.
شاطئ سيدي فرج: وهو مجمع سياحي أقيم على منطقة كانت ممرا للاحتلال الفرنسي، وهو الآن عامر بالمرافق الترويحية والسياحية، والفنادق والمطاعم وأماكن للترفيه والألعاب المائية كما يضم مسرحا مفتوحا ومرافق خاصة للعلاج الطبيعي باستخدام مياه البحر.
تيبازة: وهي موقع يضم آثارا فينيقية ورومانية ماثلة، وفيها الآن أماكن للخدمات السياحية المتطورة من فنادق فخمة وقرى سياحية ومطاعم فاخرة. ومن أماكن الجذب السياحي في منطقة العاصمة مدينة شرشال السياحية.
البليدة
مدينة تقع في شمال الجزائر على سفوح جبال الأطلسي إلى الجنوب من سهل متيجة، وهي مركز إداري وتجاري وتشتهر بمنتجاتها الزراعية.
وهي محاطة بالحدائق وكروم البرتقال والزيتون وأشجار اللوز وحقول القمح والشعير والتبغ وشتى أصناف الفاكهة وتشتهر بإنتاجها لمستخلصات الأزهار، وفيها مرتفعات الشريعة المشهورة بمرافق التزلج على الثلوج خلال فصل الشتاء.
الهقار والطاسيلي
تعتبر هاتان المنطقتان متحفين طبيعيين وصنفتهما منظمة اليونسكو في قائمة التراث العالمي. والهقار حيث القمم ترتفع إلى 3000 متر مقصد رئيسي للسياح الباحثين عن متعة المغامرة بين ممراتها الصخرية الملساء وحيث الرسوم والنقوش الأثرية التي تنبئ عن طريقة حياة إنسان تلك المنطقة قبل نحو 5000 سنة.
ومن مقاصد المنطقة السياحية المهرجان السنوي الذي تشهده الهقار، وهو تقليد يبرز تراث وثقافة الصحراء إلى جانب نشاطاته ذات الطابع الاقتصادي والتجاري التبادلي بين البلدان الصحراوية المجاورة مثل النيجر ومالي.
وأصبح المهرجان يستقطب السياح الراغبين في معايشة أجوائه الخاصة المفعمة بالنشاطات الثقافية والفنية والفلكلورية واستعراضات الإبل، ويوجد في منطقة الهقار الأسيكرام وهو ممر يعتبر من أجمل مقاصد السياح خاصة للتمتع بالمشهد الفريد هناك لشروق وغروب الشمس.
غرداية
تقع مدينة غرداية بعد مدينتي العطف ومليكة حيث أسسها الأباضية في القرن الحادي عشر الميلادي، وذلك في العام 1053م وتبعد عن العاصمة الجزائرية 600 كم جنوبا.
وعلى غرار جميع قرى وادي ميزاب يحاط قصرا مليكة وغرداية بسور يعلو كل واحد منهما مسجد يهيمن ويشرف على الحياة الروحية والاجتماعية في المدينة، كما نجد المنازل مشيدة حول المسجد بشكل هرمي بحيث توفر لكل منزل الحرية وتراعي في هندستها حقوق الجار والمنافع العامة للسكان، وقد بنيت بمواد محلية.
وقد أدرجت بلدية غرداية ضمن المعالم التاريخية العالمية من جانب منظمة اليونيسكو عام 1982م. ومن أهم هذه المعالم المسجد الكبير الذي تعلوه مئذنة بها 114 درجة صعود بعدد سور القرآن الكريم، وساحة السوق القديم التي تسمى الرحبة وسط القصر القديم، والسوق الكبير الذي يسمى أيضا ساحة النصر حيث يتم فيه البيع بالمزاد العلني والذي يكتظ بالحركة يوم الجمعة، ومسجد الشيخ عمي سعيد ومقبرته.
وتتميز غرداية بحرفها التقليدية خصوصا نسيج الزرابي والفرش والسجاد المصنوع من الصوف الرفيع والبسط والمخدات ذات الرموز والأشكال البربرية المستوحاة من البيئة المحلية والألبسة العائلية التقليدية، إضافة إلى حرفة صناعة النحاس من حلي وأطباق.
وتتوزع 100 ألف شجرة نخيل على مساحة لا تتعدى 590 كلم مربعا تتضمن 24 صنفا أجودها دقلة نور وأتقباله، ومن ضمن الزراعات التي نجحت في المنطقة الفول السوداني والقطن والفراولة.
ويعتبر مناخ غرداية جافا نظرا لوقوعها في عمق الصحراء، وتتفاوت حرارتها بين الليل والنهار وبين فصلي الشتاء والصيف، إذ تتراوح شتاء ما بين درجة واحدة و25 وفي الصيف بين 18 و48 درجة، ويحدث في فصل الشتاء أن تنخفض الحرارة إلى ما دون الصفر خصوصا في الليل.
بجاية
تقع على ساحل المتوسط وشاطئها مطل على خليج في مشهد فائق الجمال يجمع بين الغابات الخضراء ومياه البحر وتزدهر فيها الخدمات السياحية للمدن البحرية حيث المسابح والشواطئ والرمال النظيفة والمطاعم التي تقدم أشهى الوجبات من ثمار البحر واسماك المتوسط.
وهي إلى ذلك من أهم مرافئ النفط الجزائرية حيث تصب في خزاناتها أنابيب النفط الآتية من آبار حاسي مسعود في أقصى الجنوب ومنها للتصدير إلى أنحاء العالم. وهي أيضا مدينة تجارية وصناعية تزدهر فيها الحرف التقليدية إلى جانب الصناعات الحديثة وأهمها البتروكيماويات والمستحضرات الكيماوية كالأدوية والمنظفات والمبيدات.
وهي أيضا كمدن المتوسط حكمها الرومان بعد تغلبهم على قرطاجة ثم اتخذها الوندال عاصمة لهم في القرن الخامس. تعاقب على حكمها البربر فالأسبان ثم العثمانيون فالفرنسيون إلى الاستقلال. ومن أبرز معالمها الجامع الذي بني في القرن السادس عشر وقلعة بناها الأسبان عام 1545م. اقترن اسمها بصناعة الشموع إذ كانت تصدر مادتها الخام ولذلك أخذت الشموع اسمها بالفرنسية (Bougie) وكذلك شموع الاحتراق بوجيات المستخدمة في محركات السيارات.
تلمسان
مركز ولاية تلمسان وتقع على مسافة 600 كم إلى الغرب من الجزائر العاصمة وهي محاذية للحدود المغربية إلى الجنوب الغربي من وهران وتعتبر من أهم مراكز التاريخ والآثار في الجزائر خاصة تراثها المعماري العربي الإسلامي، وقد استقر فيها الأندلسيون العرب بعد رحيلهم من الأندلس عام 1292.
وبنيت في منطقة تلمسان المدينة القديمة المعروفة باسم أغادير والحديثة واسمها تافرزت في القرن الثامن الميلادي وأعاد بناءها السلطان الموحدي يوسف بن تاشفين وأطلق عليها اسم تاغرارت.
تحيط بتلمسان إلى جهة الجنوب سفوح جبال الأطلسي وهي غنية بالحدائق والكروم والواحات، وتشتهر بصناعة المفروشات والسجاد والجلود والمنسوجات الصوفية والحريرية والقطنية واستخراج الزيوت النباتية والأسمدة. وقد ازدهرت أيام المرابطين بمراكزها الدينية وفيها عدد كبير من المساجد التاريخية الرائعة كالجامع الكبير وجامع سيدي بلحسن وضريح الوالي الصالح سيدي بومدين.
وفي تلمسان مقاصد سياحية هامة تحوي مرافق طبيعية خلابة وخدمات راقية ومنها محطة حمام شيغر للعلاج بالمياه المعدنية الساخنة وحمام بوغرارة، وفيها شلالات لوريط بمياهها العذبة وفيها عدة واحات خضراء وسهول خصبة.
جيجل
ميناء تجاري قديم أسسه الفينيقيون وتعاقب عليها كل من الرومان والأسبان والأتراك. وتتميز جيجل بجبالها وكهوفها المدهشة وحولها غابات كثيفة تشكل بخضرتها مع زرقة مياه البحر مشهدا خلابا.
وتزخر جيجل بمعالم أثرية كثيرة جعلت منها مقصدا لآلاف السياح الذين يفدون إليها حيث يجدون المرافق والخدمات السياحية المتميزة ومن معالمها الكورنيش البحري المطل على مناظر غاية في الروعة وكذلك توجد بها حديقة كبرى تضم أصنافا نادرة من الحيوانات والطيور.
عنابة
هي رابعة كبريات المدن الجزائرية، ومن أبرز الموانئ على المتوسط وتقع إلى أقصى الشمال الشرقي من البلاد، وهي مدينة تاريخية أسسها الفينيقيون وحكمها الرومان وأطلقوا عليها اسم هيبوريغيوس واستولى عليها الفندل عام 431.
وفي القرن السابع الميلادي أصبحت عنابة تحت الحكم العربي الإسلامي مدينة هامة وميناء تجاريا نشطا ثم استولى الأسبان عليها في القرن السادس عشر ثم الفرنسيون عام 1832 إلى أن نالت كبقية مدن الجزائر استقلالها عام 1962.
ومن أبرز معالم عنابة المسجد الكبير وكاتدرائية القديس أوغسطين وهو فيلسوف ولد وترعرع في الجزائر قبل أكثر من 1500 عام، وقد وضعت وزارة السياحة الجزائرية برنامجا سياحيا للتعريف به ومما يشار إليه أن لهذا القديس 18 مليونا من الأتباع لا سيما في الولايات المتحدة حيث بنوا هناك أكثر من 500 كنيسة.
وعلى مرتفعات عنابة توجد حاليا مرافق سياحية تضم منتجعا للاستجمام وممارسة الرياضة. وتعتبر عنابة اليوم مركزا تجاريا وصناعيا هاما حيث يوجد بها مجمع مرموق للحديد والصلب ومصانع لتسييل الغاز وتكرير النفط وللكيماويات وتعليب الأغذية وإنتاج الفلين والإسمنت وتخدمها شبكة الخطوط الحديدية وهي مركز مهم لتصدير الحديد والفوسفات والحمضيات.
قسنطينة
[img]
http://www.aljazeera.net/mritems/images/2004/11/23/1هي ثالثة كبرى مدن الجزائر وتبعد عن العاصمة 400 كم وتقع على مرتفع يبلغ نحو 534 مترا فوق سطح البحر ثم تنحدر نحو المتوسط وبالقرب منها جبال الأطلسي، وقسنطينة مدينة قديمة جدا وقد احتفلت مؤخرا بذكرى مرور 2500 عام على تأسيسها من قبل القرطاجيين ثم حكمها الرومان.
وفي عهد الملك دومينوس قامت فيها ثورة العام 313م تصدى لها الملك قسطنطين الأكبر ولحقها دمار كبير فأعاد بناءها، ومنذ ذلك الحين تعرف باسمه وكانت قبل ذلك تحت حكم النوميديين وعرفت باسم سرتا وتشتهر قسنطينة بجسورها المعلقة وبالمزارع المحيطة بها وتزدهر فيها صناعة الآليات خاصة الجرارات الزراعية والمنسوجات والصناعات الجلدية.
وتبرز قسنطينة باعتبارها مركزا لدور العلم وتعليم القرآن الكريم وتخرج منها علماء ومفكرون إسلاميون بارزون منهم عبد الحميد بن باديس مؤسس جمعية العلماء المسلمين وتزخر المدينة بالمعالم التاريخية والدينية ومنها الجامع الكبير الذي يعود بناؤه إلى القرن الثالث عشر وضريح سيدي راشد وفيها قصر الباي أحمد الذي يعد نموذجا رائعا لفن العمارة العربية الإسلامية وفيها حمام سيدي مير للمياه الساخنة.
أما وسط المدينة فهو بحد ذاته مقصد سياحي متميز إلى جانب كونه ملتقى لكل الطرق ومركز النشاط والحركة للمدينة.
ومما يشار إليه في قسنطينة أنها واحدة من مراكز الموسيقى الأندلسية كما يشار إلى تميز مطبخها بالوجبات التقليدية الشهية بالإضافة إلى منتوجاتها من الصناعات الحرفية التقليدية كالنحاسيات والتطريز بخيوط الذهب وهو الفن المعروف باسم القندورة الذي يمكن مشاهدة الحرفيين وهم يقومون به في دكاكينهم في أسواق المدينة القديمة.
وهران
أو الباهية كم يطيب لأهلها أن يسموها وهي ثاني أكبر مدينة في الجزائر وعاصمة الغرب الجزائري، وهي واقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط في أقصى غرب البلاد، وميناؤها من أشهر موانئ المتوسط وهي مركز تجاري هام وترتبط بداخل البلاد وبتلمسان والمغرب بخط للسكة الحديدية وفيها صناعات مزدهرة مثل البتروكيماويات والحديد والصلب.
وهران مدينة قديمة جدا ولكن تأسيسها يعود عموما إلى التجار الأندلسيين والمغاربة في القرن العاشر الميلادي (937م). احتلها الأسبان عام 1509 الذين طردوا على أيدي العثمانيين عام 1792م، إلى أن احتلها الفرنسيون 1838م حتى استقلال الجزائر.
ومدينة وهران تجمع بين طرازين للمعمار أحدهما حديث على أيدي الفرنسيين والثاني قديم على الطراز الأندلسي الإسباني وهي محاطة بكروم العنب، وطقسها لطيف ويسود المعيشة فيها جو من الهدوء، أما شوارعها فتمتلئ بالحركة والنشاط.
ومن معالم المدينة حي الدرب وحي المدينة الحديثة وساحة الأول من نوفمبر وجامع الباشا المبني عام 1796م وهناك على الشاطئ أرصفة يحلو فيها التنزه عصرا ومساء، وفي منطقة وهران توجد عين الترك السياحية التي تتوافر فيها الفنادق وفيها مجمع الأندلس السياحي المطل على خليج على المتوسط. وفيه برج سانتا كروز الذي أسسه الأسبان.
ومن المدن المجاورة لوهران مدينة مستغانم الساحلية التي تعد مزيجا من التراث الأندلسي والتركي وتشتهر هذه المدينة بكونها منبعا للفنون والموسيقى والثقافة وفيها مسرح مكشوف، وفي منطقة وهران توجد مدينة معسكر الأمازيغية القديمة وهي عاصمة الأمير عبدالقادر الجزائري الذي ينتمي إلى قبائل بني شقران وقد قاد المقاومة ضد الفرنسيين من العام 1832 إلى العام 1849م وفي هذه المنطقة تكثر الينابيع والحمامات المعدنية ذات الأصول الرومانية.
مدن أخرى
باتنة: مدينة ذات طبيعة جميلة تقع في سفوح جبال الأوراس وهي مركز الولاية وتعرف بجودة منتوجاتها الزراعية، كما تعرف بمصنوعاتها الحرفية التقليدية.
سطيف: تقع إلى الشمال الشرقي من الجزائر وتبعد عن العاصمة 300 كم وهي مدينة بنيت خلال الاستعمار الفرنسي على أطلال مدينة ستيفين الرومانية القديمة. وتعاقبت على حكمها حضارات خلفت آثارا وشواهد لا تزال ماثلة، ومن أهمها مدينة جميلة الرومانية التي تعد من أجمل مثيلاتها الرومانية القديمة في حوض المتوسط وصنفت من قبل منظمة اليونسكو عام 1967 كتراث عالمي.
وسطيف مركز تجاري وفيها مناجم للفوسفات وتتميز بمنسوجاتها المحلية التقليدية وفيها سوق زراعية مشهورة، وإلى ذلك تعرف سطيف بأنها مدينة الولي الصالح سيدي الخير.
سيدي بلعباس: تقع وسط غرب الجزائر على نهر ميكرا، وتحيط بها كروم العنب والبساتين والمزارع وحقول القمح وهي سوق زراعية هامة وفيها صناعات متطورة كالمعدات الزراعية والالكترونيات.
سكيكدة: وهي ميناء على خليج ستورا في البحر الأبيض المتوسط وتقع في شمال شرق الجزائر ومنها تصدر قسنطينة منتجاتها وقد تطورت فيها صناعات تكرير النفط وتسييل الغاز الطبيعي والبتروكيماويات.
تمتاز سكيكدة بمناظرها الطبيعية الخلابة خاصة شاطئ ستورا وشاطئ ابن مهيدي وشاطئ الفل كما تكثر فيها الحدائق والبساتين وتعرف بجودة إنتاجها من فاكهة الفراولة، وهي كعديد من المدن الجزائرية القديمة بنيت فوق موقع يعود إلى عهد قرطاجة وازدهرت لاحقا كميناء تجاري في العهد الروماني.
تبسّه: تتربع في أحضان جبال الأطلسي شمال شرق الجزائر، ومن معالمها السياحية الأثرية القديمة قوس كركلا الروماني وكاتدرائية بنيت في القرن الرابع وأسوار ومعابد بيزنطية مرممة. وتبسه هي تفستا الرومانية اتخذها الإمبراطور أغسطس معسكرا لقواته عام 25 ق.م.
تقرت: مدينة صحراوية وهي مقصد سياحي معروف في الجزائر بالإضافة إلى كونها تحوي آبارا للنفط وبها واحات واسعة مزروعة بأشجار النخيل.
تيمقاد: مدينة قائمة بحالها تبرز للسائح بعد زيارته لها عظمة وتنظيم وانسجام الحياة الاقتصادية والثقافية خلال العهد الروماني. شيدها في سنة 100 ميلادي الإمبراطور تراجان بهدف التصدي لهجومات أهالي جبال الأوراس ويقام فيها حاليا أهم المهرجانات والمحافل الدولية ذات الطابع الثقافي السياحي.
منطقة الساورة: تضم العديد من الواحات منها واحة بني عباس التي تعتبر عاصمة لها وواحة بشار، وأدرار وتاغيت التي تعتبر من أروع الواحات في الصحراء وأفضل فضاء للراحة والجمال وتوجد فيها قصور قديمة.
تيميمون: عاصمة القورارة تسمى بالواحات الحمراء نسبة للون الأحمر الغالب على عمرانها، وهي واحدة من أجمل الواحات في الصحراء.
منطقة المزاب: تتميز المنطقة بأصالتها وطابعها المعماري الفريد من نوعه الذي هو مزيج بين الجمال والبساطة المستمدة من نمط المعيشة، وليس بإمكان السائح أن يقصد مزاب دون أن يزور بني برقى المدينة المقدسة للمزاب والتي أسست سنة 1050 ميلادي وهي معروفة بسوقها التقليدي وأسوارها التي تغلق قبل صلاة العشاء. كما تعتبر المنطقة مركزا هاما للصناعات التقليدية منها النحاس والنسيج على وجه الخصوص وهي مؤهلات سمحت لها بأن تصنف كتراث عالمي من جانب اليونسكو.
منطقة بسكرة، عروس الزيبان: تشتهر ببساتين النخيل التي تنتج أجود أنواع التمور في العالم وهي دقلة نور بالإضافة إلى معالم سياحية هامة منها حمام الصالحين.
الوادي- لؤلؤة الصحراء: كما تسمى بمدينة الألف قبة نسبة إلى الطراز المعماري الخاص بهذه المنطقة الصحراوية.
ورقلة: تعد من أقدم المدن الصحراوية، أسسها في القرن الحادي عشر الأباضيون. وكانت عاصمة العديد من الممالك آخرها الأدارسة في القرن السابع عشر، كما أطلق عليها ابن خلدون بوابة السودان إذ كانت ممرا للقادمين من السودان، وأصبحت في يومنا هذا قطبا هاما بفضل المردود الناتج عن نشاطاتها النفطية لمنطقة حاسي مسعود التي تعتبر من أهم الحقول النفطية في الجزائر وهي تعرف باحتضانها الزاوية التيجانية التي يقصدها الآلاف من الحجاج الأفارقة.
الحظائر الوطنية السياحية
الحظيرة الوطنية للقالة: 78000 هكتار، تقع شمال الجزائر بالمحاذاة مع البحر المتوسط وتضم 3 شواطئ، و3 محميات تحتوي على 50 نوعا للطيور وأنواع من الحيوانات الأخرى.
حظيرة جرجرة: 518 هكتار، وتقع في قلب أطلس التل، تبعد 50 كم عن الجزائر العاصمة، تستقر فيها الثلوج لمدة ثلاثة أشهر (ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط).
حظيرة غابات الأرز ثنية الحد: 616.3 هكتارا، تبعد 3 كم عن مدينة ثنية الحد، وتقع إلى حافة سلسلة أنونشريس وفي قلب أطلس التل.
حظيرة الطاسيلي: تشمل الطابع الأثري والأركيولوجي، تتميز بمختلف النقوش والرسومات الصخرية، وهي مصنفة كتراث عالمي.
وهناك مجموعة من الحظائر الوطنية مثل (بلزمت) (600 هكتار وباتنه وتازا (300 هكتار) وجيجل وقورارة (100 هكتار). حظائر وطنية في العاصمة.
رياض الفتح: تتكون من مناطق متعددة مثل مقام الشهيد (رمز الشهيد) وغابة الأركاد.
حديقة التسلية والترفيه بن عكنون: 304 هكتارات، تشتمل على منطقة نباتية وحيوانية منها الأنواع المحلية والأفريقية.
حديقة التسلية بينام: تقع شمال غرب الجزائر العاصمة وتحتل مساحة 500 هكتار وفيها نشاطات رياضية متعددة مع تحياتى الحنونة 100